يتكون دماغ الطفل عند الولادة من 100 مليار خلية عصبيه وفي سنيه الأولى ينمو آلاف مليارات الخلايا الدماغية المسؤولة عن نقل الاشارات العصبية و التي تسمى المشابك العصبية, و هي تعمل بمبدأ اما أن تستعملها لكي تنمو و تتطور أو يؤدي اهمالها و عدم تحفيزها الى تلفها, و التحفيز في الفترة المبكرة من عمر الطفل يساعده تطوير دماغه و استيعابه بشكل أفضل لمرحلة الدراسة. بالرغم من أن عقل الطفل لا يحوي وصلات عصبية تسمح له باكتساب اللغة و النطق الا أن عقله اكثر مرونة و حساسية من عقل البالغ, فهو يحوي وصلات عصبية ضعف ما يملكه البالغ.
عندما تظهر الحب و الحنان و تلامس طفلك بعاطفة, أنت تعطي الوصلات العصبية في عقله الفرصة لتتشابك مع بعضها البعض أكثر, و في المقابل سيؤدي ذلك الى سرعة تعلمه للنطق و تعلم الكلمات لاحقا و ايضا الى الادراك و تعليل الأسباب و مهارات التحليل.
هناك طرق ذكية و جميلة جدا للأهل لكي يحفزوا عقل طفلهم في الأعمار المبكرة من بعد الولادة, و هي طرق سهلى التطبيق و لكننا بحاجة للفت النظر لأمور علينا ممارستها يوميا مع طفلنا الصغير لننمي قدراته العقلية.
1. قدمي لطفلك صحة جيدة من البداية و قبل أن يولد:
عليك أن تبقي جسمك بصحة جيدة أثناء الحمل, و يجب أن تتثقفي صحيا عن أمور كثيرة تفيد أو تضر الجنين, فهناك بعض الأدوية قد تؤذي عقل طفلك أثناء وجوده في رحم الأم. يؤكد الأطباء أن كثير من الأطفال ممن كانت أمهاتهم مدمنين تناول العقاقير أثناء الحمل, كانوا يعانون من مشاكل حادة في التعلم و كانوا عدائيين ايضا. و الدراسات أظهرت أيضا أن التدخين خلال الحمل يسبب انخفاض في قدرة الطفل على القراءة. لذا حافظي على صحتك و أنت حامل للحفاظ على عقل طفلك لاحقا.
2. حدثي رضيعك كلام مفهوم و واضح:
تفاعلي مع أصوات رضيعك الغير مفهومة بصوت رقيق و اسمعيه بعض العبارات اللطيفة بصوت هادئ فعلي سبيل المثال, قولي له "حبيب الماما أنت", فهناك جزء في عقل الرضيع مسؤول عن فهم الحديث الشفهي و تعلم اللغة, و هكذا تساعدي رضيعك على اغناء عقله بالكلمات من الصغر دون معرفتك لأهمية هذا الشيء.
3. اجعليه يلعب بيديه:
فليلعب بألعاب قطنية من خلال يديه, فالطفل بتفاعل كثيرا مع ألعاب اليد و هي من محفزات الدماغ الفعالة.
4. اجعليه يحمل كتبا للأطفال:
اختاري له كتبا تحوي صورا كبيرة و ملونة, و تفاعلي مع كل ما يلفت انتباه في الكتاب و خاصة ما يؤشر عليه بيده و ما يصدر له اصواتا تعكس حبه و اهتمامه به, فعلي سبيل المثال اجعليه يسمع أصوات الحيوانات مع صورهم في المزرعة, فبذلك يتشجع الطفل على ربط الأمور الصوتية بالصور المرئية و سيحبه و يتذكره للمرات المقبلة, و هذا محفز ايضا للذاكرة بشتى أنواعها.
5. العبي مع طفلك اثناء تبديل الحفاضات:
أثناء تغيير حفاضات طفلك, يمكنك أن تلامسيه بحنان لتنمي مشاعره العاطفية, فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين لا يهتم أهلهم لحضنهم و لمسهم دائما, يملكون عقل أصغر من الأطفال الذين يشعرون باهتمام اهلهم عبر الضم و اللعب الجسدي مع الطفل. و أثناء تغيير الحفاضات, تكون عييون الطفل قريبة جدا من وجه أمه مما يسمح له بالتركيز اكثر في صوتها و كلماتها فهو وقت مميز لتقريب طفلك منك.
6. قومي بالغناء لطفلك الصغير:
و اختاري له غناء لطيف سهل اللفظ لطيف الوقع على أذنه بصوت واضح, و هذا يحفز عنده القدرة السمعية و استيعاب الفرق بين الأصوات المختلفة فتنمو مقدرته على تمييز النغم و الايقاع و هذا مرتبط بتعلم اللغة و النطق التي تشبه الغناء في لفظ الكلمات المختلفة.
7. الفظي اسم الطعام بشكل واضح اثناء إطعامه:
و اذا أصبح يحمل الملعقة و يحاول الأكل بنفسه, أشعريه بفرحتك بذلك و لا تشعريه ابدا بانزعاجك من فشله في المحاولات الأولى و اتساخ كل شيء من حوله, و تفهمك له في هذه المرحلة الجديدة و سعادتك بتصرفاته أثناء الأكل, يساعده في حب الأكل و التغذية و الا سيكتسب عادات سيئة بحال تاثر سلبا بغضبك و انزعاجك ان ظهر له.
8. اظهري له الفرحة و الابتسامة الدائمة:
و النشاط اثناء تفاعلك معه جسديا و لفظيا, و هذا سيخلق له شخصية ايجابية و عقل اكثر هدوءا و ابتعادا عن الغضب و السلبية.
أطفالنا بأمس الحاجة لأهل يعرفون كيفية التصرف معه لبناء صحة و شخصية سليمة له و لمستقبله, فلا يظن الأهل أبدا أنه ما زال طفلا جاهلا لما حوله و ما نفعله لن يؤثر عليه, ان الله خلق للطفل منظومة متكاملة مرنة جدا جاهزة للأخذ بكل شيء نفعله له, لذا عقل طفلك بحاجة للتحفيز و التعامل الصحيح لبناء سليم.